نحن نكتب

اهترأنا

* عمار داهود غرير

اهترأت أَرْوَاحُنا، وأبصارنا خُدشت وَأَصْبَحَت مَلِيئَةً بالسوداويَّة، وأنفاسنا غزيرة بالسلبيَّة، وأحلامنا وإبداعاتنا كانَت هباءً منثورًا، يَا رَبَّاه، النَّفْسِ الَّذِي شهقناه فِي عروقنا أَصْبَح صعبًا عَلَيْه جدًّا الزَّفِير، وَكُلّ يَوْمٍ أَصْبَح بِدَايَةً لِأَلَمٍ يَقْنَط بِه، بنظرنا فَقَدَ كُلُّ شَيْءٍ جَمَاله، مَا عُدنا نَسْتَمْتِع بِمَا أَحْبَبْنَاه قَبل ولا بِمَا تحمّسنا لَه، وَكَرِهْنَا جِلْسَات السَّمَر، وأَصْبحت كُلّ الْمَوَاقِف وَالْأَقْوَال وَالْمُكَافَأَة شَيئا لَا نُجدي لَهُ أَي تُحْسَبُ.

– كَيْف أصَف هَذِه الدَّمْعَة الْإِمَّعَة بِعُيون غادقة غامقة عِنْدَمَا يَسْأَلُنَا العابرون بدرب حَيَاتِنَا الشَّاقّ، يَقُولُونَ لَنَا كَيْفَ هُوَ حَالك وأحوالك؟ نَقُول بِكُلّ اسْتِعْجَال أَنَّنَا “بخير”؛ فقط مِنْ أَجْلِ أَن لَا يَزَلّ لِسَانِي وَأُفْصِح بِمَا بِي فعليًّا فأنْكَسِر أمَام نَفْسِي. وَفِي الْحَقِيقَةِ أَنَّ كَلِمَةَ “بخير” تخبِّئ بِحَرْفِ البَاء نفسًا بالِيَة بخيلةً أَن تُسْعِدَ نَفْسها وَتَصْنَع لَهَا يُسر وَتَيَسُّر حالها، “وتُخبِّئ بِحَرْف الْخَاء” أن النَّفس تَعَهُّدِت أَنَّ مَا الْكَوْن سِوَى خَرَاب وخبايا خَبِيثَة وَالْخَبَث يَتَجَسَّد في ِالجَمِيع، وَقَد بصَمَت النَّفْسِ هَذَا عَنْ ظَهْرِ قَلْب”، وَهَذَا إلَى مَا لَا نِهَايَةَ مِنْ صِفَاتٍ ذَمِيمَة مدحورة.

 حَتّى أَصْبَحْنَا فِي الآونة الأخيرة، نَرَى أنّ الجَمِيع بِقُلُوبِهِم خَبَث وماكرين وبمكرهم يَسْعَوْنَ إِلَى أَهْدَاف سَوْدَاوِيَّة، وَمَعَ أَنَّهُ لَرُبَّمَا هُم عَكْسُ ذَلِكَ وأعْتَقد اعْتِقَادًا جازمًا بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْعَوْن جَاهدِين إلى إِضَاءَة أَرْوَاحَنَا؛ وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ صددناهم وخسرناهم، الِاعْتِقَادِ لَا يُرجع مَا ذَهَبَ وَالْفِرْصَة الَّتِي تَأْتِي مَرَّةً لا تتأخَّر، مِثْل الْقُلُوب الطَّيِّبَة الَّتِي كَانَتْ تحيطني وَلَكِنَّنِي آنذاك رَأَيْتُهُم أَشْرَارًا قبيحين بِشَكْل فَظيع لَرُبَّمَا لعلاقات سَابِقَةٌ فَاشِلَة مرَّة لاَذِعَة . إنَّنِي فَارِغ ومحبط ومثبط.
________
* كاتب من الأردن/ العمر: 15 عامًا.

شارك النقاش

زر الذهاب إلى الأعلى