في هذا الكتيِّب، يتناول الكاتب الروسي مكسيم غوركي تجربته الكتابيَّة عبر خمس مقالات هي؛ كيف تعلمت الكتابة، عن الواقعية الاشتراكيَّة، بلزاك، عن الفن، سيرغي يسنين، ويقدِّم فيه دروسا مهمَّة للكتّاب، وخاصَّة الشباب في أهميَّة قهر المصاعب والاعتماد على الذات والبعد عن الشكوى.
أنتج هذا الكاتب العالمي روايات مهمَّة ظلَّت علامة بارزة في تاريخ الأدب العالمي؛ أهمّها رواية “الأم” التي تناول من خلالها ظروف ثورة البلاشفة لتأسيس وتعزيز النظام الاشتراكي حيث اتَّحد العمَّال وقاموا بتجريد البورجوازيين من ممتلكاتهم. بطلة هذه الرواية هي حسب العنوان أم لا تتجاوز الأربعينيات تكافح وتناضل في سبيل ابنها في أول المطاف لكن بعد فهمها لطموحاته وأهدافه، بدت وكأنها تناضل من أجل الجميع وخاصَّة العمال الذين عانوا في تلك الفترة من ظلم الطبقة المالكة لوسائل الإنتاج.
يرى مكسيم غوركي أن “الفنان كالعالم، يجب أن يمتلك خصب الخيال، والحدس”، حتى يكون عمله الفني عملا خالدا، وأما ما يتصل بفن الرواية وصناعة الشخصيات الروائية فيقدّم تقنيته في صنع النموذج الروائي على هذا النحو: “إذا استطاع الكاتب أن يكبر من كل عشرين- خمسين أو مائة تاجر وعامل أو موظف الصفات الطبقيَّة لهذه الشخصيات: العادات، الأذواق، الحركات، العقائد، والأساليب، إلخ، بحيث يكبر ويجمع كل هذه الصفات في شخص تاجر أو عامل أو موظف، فإن الكاتب، بهذه الطريقة يكون قد صنع “النموذج”، وهذا هو الفن بعينه”. فعمل الروائي يقوم على إعادة خلق الشخصيَّات الواقعيَّة، ويجمع أجزاءها من عدة نماذج، لتكون هذه الشخصيات ممثَّلة لطبقة كاملة في المجتمع بكل خصائصها ومميّزاتها.
يقع هذا الكتاب الذي صدر عن دار الحصاد للنشر والتوزيع، وترجمه إلى العربيَّة مالك صقور في (65) صفحة.