لقد انتشر تدريس مادّة “الكتابة الإبداعيَّة” في الجامعات والمعاهد الأمريكيَّة والأوروبيَّة منذ منتصف القرن الماضي. وكان بمنزلة تدريس أي مادّة علميَّة. فلم يعد مقبولًا القول المطلق: ” الكتابة تعتمد على الموهبة”.
صحيح أنَّ الموهبة تلعب دورًا مهمًّا في الكتابة الإبداعيَّة، لكن الصحيح أيضًا؛ أنّ الكتابة الإبداعيَّة تعتمد على تحصيل سنوات الطفولة والمراهقة، وكذلك على طبيعة البيئة الاجتماعيَّة التي نشأ فيها الإنسان ومدى علاقته بالقراءة، وأخيرًا على معرفة دقيقة وتامّة بعناصر الجنس الإبداعي المراد الكتابة ضمنه. ومثلما للمعادلة الرياضيَّة أسس علميَّة لحلّها ومعرفة قيمة المجهول فيها، فإنّ للكتابة الإبداعيَّة معادلات تخصّها وأنّ معرفة قيمة المجهول في هذه المعادلات إنّما تقوم في جزء كبير وأساسي منها على مدى اطّلاع الكاتب على أصول الكتابة وعناصر كتابة الجنس الأدبي.
يوضح هذا الكتاب، بأسلوب أدبي/ علمي مبسّط، العناصر الرئيسيَّة للقصّة القصيرة والرواية كما يبيّن ملامح الطريق لكتابة إبداعيَّة تقوم على مراعاة أصولها الفنيَّة، ويتطرّق إلى ورش الكتابة الإبداعيَّة ووسائل الاشتغال الإبداعي فيها. وهو موجّه إلى طلبة المعاهد والجامعات في المراحل الأولى، أو الشباب الذي يرى في الكتابة الإبداعيَّة حلمًا يطمح للوصول إليه.
هذا الكتاب يعدّ المبدع إعدادًا مناسبًا ومفيدًا لمقابلة لحظة الإبداع التي لا يتحكّم فيها آنذاك إلا تدفّق سن قلمه الذي بات الطريق أمامه ممهّدًا بخطوط خارجيَّة تمثِّل إطارًا خارجيًّا لتجربة يتشكّل لحمها وشحمها لحظة البناء الإبداعي.
مبادئ الكتابة الإبداعيَّة للقصَّة القصيرة والرواية.
المؤلّف: طالب الرفاعي.
دار النشر: ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع.
عدد الصفحات: 149.
الطبعة الأولى 2018.
