هذا الكتاب، هو سلسلة محاضرات ألقاها ليوتار لطلابه في السوربون في مرحلتهم الأولى، ولذلك سعى لأن يكون واضحًا وموجزًا في الوقت نفسه، فقدم تأمّلًا عميقًا في أهميَّة أن نتفلسف في عالمٍ تُعتبر فيه الفلسفة معزولة عن الواقع وعفى عليها الزمان، أو أنها غير مقنعة أصلًا.
في المحاضرة الأولى، يرسم ليوتار ملامح عامة لأفلاطون وبروست ولاكان ليوضح أن الفلسفة هي رغبة غير منتهية للوصول إلى الحكمة، وإلى “الآخر”.
وفي المحاضرة الثانية، يتحدَّث عن هِراقليطس وهيجل ليشرح الصلة العميقة بين الفلسفة والتاريخ؛ فكلاهما يحركهما القلق نفسه والتطلُّع ذاته إلى الوحدة غير المستقرة.
وفي المحاضرة الثالثة، يشرح ليوتار كيف أنَّ الفلسفة هي شكل من أشكال التعبير من حيث إنها تواصلية وغير مباشرة في آن، أما في المحاضرة الأخيرة، فيتحدَّث عن ماركس موضحًا قدرة الفلسفة على أن تكون فعلًا تغييرًا في العالم.
هذه المحاضرات الممتعة ستقدِّم لنا مدخلًا ممتازًا لأفكار ليوتار المتأخرة التي تؤكِّد على الحاجة إلى الفلسفة لكي تشهد، ولو بشكلٍ غير موضوعي أو منحاز، على واقع لا نستطيع التحكُّم فيه.
لقد عانى ليوتار من ارتباط اسمه بفكرة انتهت “موضتها”: ما بعد الحداثة، هذه المحاضرات تقدِّم أكبر دليل على أن ليوتار من أهم الأصوات المسموعة في عالم الفلسفة… لما تحمله من أصالة وجدّة ومتعة وسهولة في آن.
الكتاب من تأليف جان فرنسوا ليوتار، وترجمة يوسف السهيلي، يقع في 124 صفحة، وهو من إصدارات دار التنوير للطباعة والنشر 2017.