*منة الله جلال
1- توقف عن مشاهدة التلفاز واقرأ كثيرًا
يرى ستيفن كينج، الكاتب الأمريكي ومؤلف “الخلاص من شاوشانك” أن على الكاتب أن ينهي كل صلة له مع التلفاز؛ لأنه على حد قوله “مسمم للإبداع”، فالكتّاب ينبغي عليهم الانتقال من الواقع إلى عالم الخيال، من خلال القراءة كثيرًا، وعلى نطاق واسع، في أي وقت وفي أي مكان.
أما ميشيل موركوك، أحد كتّاب الخيال العلمي، يرى أن على الكاتب ألّا يقتصر في قراءته على ما يحب ويرغب في الكتابة عنه، بل عليه أن يقرأ كل ما يقع بين يديه، فكاتب الروايات الخيالية، على سبيل المثال، ينبغي أن يقرأ في جميع أنواع الأدب، وألا يتوقف عند الروايات الخيالية، كما يرى أن على الكاتب أن يقرأ لكتّاب عظماء، ويتأثر بهم.
2- خطّط للكتابة
ابدأ كتابتك بالتخطيط لها، تخيّل الصورة كاملة في ذهنك، تخيل التفاصيل والبناء، اقرأ عما سوف تكتب، واقرأ عن كتّاب آخرين كتبوا عنه.
يقول أورهان باموق عن التخطيط قبل الكتابة: “عندما أبدأ في تحويل أفكاري إلى كلمات، أحاول أن أتصورها كمشهد في فيلم ما، وأحاول أن أتخيّل الجُمَل كلوحات”.
حاول ألّا تستغرق طويلًا في مرحلة التخطيط بما يثنيك عن البدء في الكتابة.
3- لا تخشَ الإخفاق والعوائق على الطريق .. لا تتوقّف
ستقابل الكثير من الإخفاقات والأزمات، أكثر مما تتصوّر، ستشك في نفسك، وستسمها بالـ “فشل”، ستجد أشخاصًا يرفضون ما تكتب ويصفونه بـ “الرديء”، سترغب في التوقف، لا تتوقّف، ولا تخشَ الفشل.
يرى ستيفن كينج أن الكاتب عليه ألا يتوقف عن الكتابة في بعض الأحيان، حتى وإن لم تكن لديه الرغبة في ذلك، ويشبّه الكتابة بعبور المحيط الأطلسي في حوض استحمام، فهناك الكثير من احتمالات الشك في النفس، وشك الآخرين فيها أيضًا.
4- اكتب لأنك تحب الكتابة .. اكتب لنفسك
لا تكتب من أجل المال، من أجل الشهرة، ولا تكتب ما يحبه الناس ويقدّرونه، لا تحاول إرضاءهم، اكتب ما تحبّه فقط، اكتب لنفسك.
اكتب لأن الكتابة تجعلك سعيدًا، لأنها مرآة لنفسك، اكتب من أجل الوصول إلى ذاتك، اكتب لأنك في حاجة إلى الكتابة.
5- ابحث عن البيئة المناسبة للكتابة
حاول أن تجد بيئة مريحة، هادئة ومنعزلة تساعدك على الكتابة، انعزل عن كل ما يمكن أن يكون مصدر تشويش، الهاتف، مواقع التواصل، الصخَب، حاول أن تبني مساحتك الخاصة بينك وبين كتابتك.
إن أردت أن تكتب، فلا تبخل عن الكتابة بوقتك، ولا تبخسها حقها، اقضِ أوقاتًا طويلة معها، ومن أجلها، حتى ولو في صمت تام، محدقًا في ورقة بيضاء، أو في شاشة فارغة، اصمت وتأمّل، ولا تتعجّل.
يقول دينو منجستو – كاتب أثيوبي أمريكي – يوم كتابة جيد يمكن أن يتحقق في صمت تام، وإن لم تكتب كلمة واحدة، فقط يكفي أنك أكدت أنك تهتم بالكتابة، ولديك الصبر للتحمّل.
6- اخلق البيئة المناسبة للكتابة
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد تعقيدًا، في عالم لا نحيا فيه وحدنا ونغرق في الزحام، تزداد فيه المسؤوليات وشبكة العلاقات، قد تجد صعوبة في الحصول على الوقت الكافي والبيئة المناسبة للكتابة، لا تجعل ذلك مدعاة ليأسك أو لتوقفك، إن لم تجد البيئة المناسبة اخلقها أنت.
يقل دينو منجستو: “لقد تعلّمت ألا أنتظر لحظات الصمت الكلّي، والذي في الغالب لن يأتي، حاول أن تكتب في أي وقت وفي أي مكان، اسرق وقتًا في الزحام حتى لو دقائق قليلة، اجعل من التعب والإرهاق ذريعة لحريات مطلقة مع اللغة والخيال”.
وفي حقيقة الأمر، أغلب الروائيين والكتّاب العالميين لم يحصلوا على حياة هادئة للكتابة، فالروائية الإنجليزية الأنيقة جين أوستن كانت تعيش في منزل صاخب مع عائلتها، وكانت تكتب في غرفة جلوس العائلة معرّضة لأية مقاطعة، وكانت تحاول ألا تلفت نظر الخدم وأي شخص لا ينتمي لعائلتها لما تقوم به من كتابة، فكانت تكتب على قصاصات ورق صغيرة وتقوم بإخفائها عند دخول أي شخص غريب.
أما مايكل فاون يرى أن “المقهى” مكان جيد للكتابة، وفي الطريق إلى المقهى يمشي بتأنٍ بما يسمح للأفكار أن تطفو، وتنسي المرء همومه اليومية والروتينية، وإذا قابل من يعرفه في المقهى يمنحه 5 دقائق ثم يعتذر لأنه سيعود إلى الكتابة.
حتى جي كي رولينج الكاتبة الإنجليزية، صاحبة السلسلة الشهيرة هاري بوتر، كانت تكتب في عدّة مقاهٍ، بالرغم من اعترافها بأنها صارت تواجه صعوبة مع هذا الأمر اليوم بعد شهرتها، نظرًا لمقاطعة المعجبين المستمرة لها.
7- كن نفسك
لا تكتب بأسلوب كاتب آخر، ولا تحاول أن تنمّق الكلمات والعبارات لأنك تخجل من كتابتك المباشرة وذات الجمل القصيرة، لا تبالغ في الرمزية والمجاز، اكتب بذاتك، لا بالآخرين، لا تكن مدعيًا، ولا تحاول أن تخلق إحساسًا زائفًا.
8- كن مخاطرًا وتخلّص من مواقفك
يقول ستيفن كينج أن “الخوف هو مصدر كل كتابة سيئة”، فالإكثار من استخدام صيغة المبني للمجهول – في رأيه – أكبر مؤشر على الخوف، لا تخف من الكتابة، اكتب أي شيء مهما كان، لا تخش مما سوف تكشفه الكتابة عنك، ولا تخش من الكتابة وما ستكشف من حقائق لك.
9- حياة زوجية سعيدة
على عكس بعض الكتّاب ممن يرَون أن الزواج عائق عن الإبداع والكتابة، فنسبة كبيرة من كتّاب آخرين يرون أن الحياة الزوجية من العوامل التي تؤثر بالإيجاب على الكتابة.
فيرى ريتشارد فورد أن المرء إذا أراد أن يكون كاتبًا جيدًا فعليه أن يتزوج ممن يحب ويعتقد أن الكتابة أمر جيد، أما كينج فيرجع سبب نجاحه إلى صحته الجسدية وزواجه الذي ساهم في جعل حياته العملية ممكنة، وحقق التوازن فيها.
وتأكيدًا على أن حياة الانعزال قد تكون غير مفيدة للكاتب أحيانًا يقول الكاتب والرسام هنري ميلر في نصائحه للكتابة أن على المرء أن يلتقي بالناس، وأن يزور الأماكن، أن يعيش جيدًا، وأن يحافظ على الإنسان فيه.
10- انسَ كل ما سبق وابتكر أسلوبك الخاص
ينبغي التأكيد ها هُنا على أن هذه النصائح هي نتاج التجربة الذاتية للكتّاب، والتي تختلف من شخص لآخر، ومن بيئة لأخرى، ومن كتابة لأخرى، لا تلتزم حرفيًا بنصائح الآخرين، اعرف ذاتك، وابحث عمّا يناسبها، قد يخالف كل ما ذُكر أعلاه وقد يتفّق معه، لكن الأهم أن يتفق معك ومع حياتك الخاصة.
_____
*المادة مأخوذة عن موقع ساسة بوست.