كيف نكتب؟

7 مهارات أساسيَّة للكاتب الجيِّد

*آية عبد الرحمن

التمكُّن من اللغة وقواعد النحو وآليّات الكتابة لا تكفي لجعلك كاتبًا ناجحًا له بصمة مميَّزة؛ فعمليَّة الكتابة تحتاج إلى مهارات معيَّنة يجب أن تتوفَّر في الكاتب، بالإضافة إلى نمط تفكير معيِّن يساعده على الوصول إلى أفضل صياغة لأفكاره وأفضل طريقة لتقديمها وأفضل طريقة لمعالجتها، وحتى تساعده على اختيار اللغة المناسبة.

هناك سبع مهارات أساسيَّة يجب أن تتوفر في الكاتب حتّى يتمكَّن من تقديم عمل جيِّد:

  1. الكاتب الجيِّد هو بالضرورة قارئ جيِّد:  

القراءة لا تنمِّي الثقافة وتضيف المعلومات فقط، بل إنَّها تطوِّر من أسلوب الكتابة وطريقة تفكير الكاتب ورؤيته للعالم ووجهات النظر المختلفة.

  • الكاتب مراقب جيِّد:

الكاتب يميل إلى مراقبة الظواهر التي تحدث حوله والنّاس الذين يقابلهم في الأماكن العامَّة، ويرصد حركاتهم وتصرّفاتهم وردود أفعالهم.  هذه الميزة تمنح الكاتب الإلهام، والأساس لبناء شخصيّات عمله الأدبي.

  • الكاتب متأمِّل:

التأمّل يختلف عن المراقبة، فالمراقبة عبارة عن عمليَّة رصد، أمَّا التأمُّل فهو عمليَّة تتبع المراقبة أو تنتج عنها، ويقوم الكاتب خلالها بتحليل وربط ومحاولة فهم وملء فراغات المشهد وإعادة بنائه. الكاتب في المراقبة يشاهد الصورة فقط، لكنّه في التأمّل يحاول أن يفهمها.

  • القدرة على التقمُّص:

القدرة على التقمّص هي أعلى درجات الإيمان بالكتابة، فالكاتب الذي يتمرّن على مهارة تقمّص شخصيّات نصوصه بمشاعرها ودوافعها وتصرّفاتها ويتنقّل بينها في كل الأوقات، يصل إلى قمّة المجد الكتابي؛ لأنّ تقمّص الشخصيَّة يمنح الكاتب القدرة على التعبير عن الشخصيَّة ووجهات نظرها بشكل متقن ودقيق.

  • الكاتب الجيّد هو ناقد أيضا:

في اللحظة التي يقرّر فيها شخص أن يمتهن الكتابة، تتغيّر طريقة قراءته للكتب، كذلك تلقّيه للعالم وتفاعله مع الأفكار والأحداث فيه؛ أي أنّه يعيد تأويل كل ما يحيط به، فيراه بشكلٍ أعمق، لأنّه يلاحظ بعينه المدرّبة المتأمّلة ما لا تراه عيون الأشخاص العاديّين.

  • الكاتب صادق:

الصدق الفنّي أفضل ما يقدّمه الكاتب لموهبته ولقرائه،أي  أن يعبِّر الكاتب عن نفسه الحقيقيَّة وفنّه وأفكاره ومبادئه وقناعاته بصدقٍ تامّ، دون خوف من أحد، حتى لو كانت حقيقتك مختلفة عن السائد. وحتى يتحقَّق للكاتب أن يحصل على دراسة نفسيَّة دقيقة لما يدور في أعماقه عليه أن يطرح أسئلة على نفسه ويحاورها حتى يستخلص من إجاباتها طبيعة مشاعره وقناعاته وكيفيَّة رؤيته للعالم وما يحدث فيه. ومعرفة الكاتب لنفسه يوفِّر له نموذج إنساني يمكن القياس عليه لمعرفة أنماط التفكير والأفعال المختلفة التي يعتنقها الآخرون، ويساعده على كتابة شخصيّات ثريَّة وواقعيَّة.

  • القدرة على الصياغة:

القدرة على الصياغة هي أخطر سلاح يمتلكه الكاتب وتشمل كل شيء في عمليَّة الكتابة؛ منذُ صياغة الفكرة والفلسفة التي تعبِّر عنها وكيفيَّة تقديمها للقارئ للتعبير عنها بشكلٍ مشوّق وجاذب، وهو الأمر الذي يضع الكاتب أمام خيارات متعدِّدة عليه أن يختار أفضل خيار فيها؛ مثلا: ما هو أفضل قالب لتقديم الفكرة؟  ما هو مستوى اللغة المستخدم في العمل الأدبي؟ من هو الراوي، وهل يقتصر العمل على راوٍ واحد أو أكثر، هل سيكون العمل بصيغة المتكلّم أم الغائب….إلخ.

_______
* المادَّة مفرّغة بتصرّف عن الحلقة الأولى من برنامج ” على خطى الكتابة” الذي تعدّه وتقدّمه الكاتبة آية عبد الرحمن على اليوتيوب.


آية عبد الرحمن:  كاتبة مصريَّة، أصدرت مجموعة من الروايات، وفازت بعدد من الجوائز في كتابة الرواية والقصَّة وقصيدة النثر منها: جائزة الشارقة  للإبداع العربي لعام 2014، وجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع لعام 2019. لها قناة على اليوتيوب تقدّم فيه محتوى لتدريس الكتابة الإبداعيَّة يحمل اسم “على خطى الكتابة”، ننصح بمتابعتها. 

مقالات ذات صلة

شارك النقاش

زر الذهاب إلى الأعلى