يتضمَّن كتاب “حياة الكتابة” ترجمة عبدالله الزماي رؤية مجموعة من الكتاب والكاتبات تحدثوا عن علاقتهم بالكتابة وتجارب بداياتهم.
كثيرة هي الأسئلة التي تراود الألم المولعين بالكتابة ولعل أكثرها ترددا: متى أكتب؟ وكيف أكتب؟ ولكن أكتب؟ وماذا أكتب؟ ومن أين أبدأ بالكتابة..؟ ويبقى أكثرها حرقة سؤال الحسم.: هل أنا كاتب فعلاً؟ أو هل أنا جدير بالكتابة.. هذا الكتاب فرصة نادرة لمن يبحث عن إجابات لكل هذه الأسئلة.. مع نخبة من أهم كتاب الروايات في العالم يضع بين أيدينا منتخبات من رؤية هولاء الكتّاب للأدب و الفن عموماً ومن تجارب بداياتهم بما يمكن أن تحمله من خيبة أو ذهول.
“إنّ الكتب هي من غيرتني، ومن أنقذتني، وأنا أعلم في قرارة نفسي أنها ستنقذكم أيضاً”
“أنت لا تملك إلّا ما تمنح، بالعطاء ستصبح ثريّاً”
عندما نقرأ روايةً جميلة، تأسرنا بروعتها وعذوبتها نشعر أنّنا فضوليّون تجاه ظروف كتابتها، ما الذي كان يشعر به الكاتب خلال عمله فيها! كم استمرت مدّة الكتابة؟ أو حتى ما الذي دفعه لابداع هذا العمل، والكثير الكثير من الأمور التي تخطر في بالنا…
هذا الكتاب يجيب على الكثير من أسئلتنا، فنذهب في رحلة مع عدد من الروائيين أمثال ماريو بارغاس يوسا، هاروكي موراكامي، ادواردو غاليانو….
وفي الكتاب يقول الروائي كازو ايشيغورو: كتبت أول روايتين لي على طاولة الطعام..!
كان لي نوع من الخزانات الكبيرة المثبتة على رف مرتفع دون باب، وكنت أشعر بسعادة غامرة لامتلاكي مكاناً يمكنني أن أنشر فيه أوراقي من حولي كما تمنيت ولا أضطر إلى جمعها وازالتها في نهاية كل يوم.. وتقول الكاتبة اليف شافاك: اكتشفت ماركيز.. في قصصه جعل الماء يتحدث.. والأنهار تغير مجراها..
الكتب هي من غيرتني، ومن أنقذتني.. وأنا أعلم أنها ستنقذكم أيضاً.
ويقول الكاتب أدواردو غاليانو: حين كتبت «كرة القدم في الشمس والظل» أردت أن يفقد محبو القراءة خوفهم من كرة القدم وأن يفقد محبو كرة القدم خوفهم من الكتب، لم يخطر ببالي البتة شيء غير هذا، لكن عضوا سابقاً في الكونغرس المكسيكي فيكتور كوينتانا قال لي إن الكتاب أنقذ حياته، وقصة ذلك أنه في منتصف عام 1997م تم اختطافه من قبل قتلة مأجورين، استؤجروا لمعاقبته على كشفه بعض الأعمال القذرة، فكان أن طرحوه أرضاً وأوثقوا رباطه، وراحوا يركلونه حتى شارف على الموت، وقبل أن يجهزوا عليه برصوصة، بدؤوا النقاش حول كرة القدم، ورغم أن فيكتور كان أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، أدلى بدلوه في النقاش. وانبرى يروي لهم قصصا من كتابي، ومع كل حكاية من تلك الصفحات، كانت ثمة دقائق تضاف إلى حياته. مر الوقت، والقصص تجيء وتمضي. وفي الأخير تركه القتلة، مضروباً ومحطماً، لكنه حي.
الكتاب يقع في 300 صفحة، وهو من إصدارات العام 2018.