*مارك بيجاس
نستطيع الآن أن نحصل على العديد من الكتب الإلكترونيَّة، ممّا يجعل القراءة مُتاحة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، غير أنّ هناك فرقًا بين القراءة الإلكترونيَّة، وقراءة الكتب الورقيَّة. بينما كميَّة القراءة في ارتفاع، فنوعيَّة القراءة في انخفاضٍ مستمر. إنَّ القراءة من “فيسبوك” أو من مواقع التواصل الاجتماعي ليست مثل قراءة رواية لتولستوي مثلاً، وهذا مخجلٌ؛ لأنَّ قراءة الكتب ليست مُسليَّة فحسب بل تغيّر الحياة.
إليكم ثلاثاً وعشرين فائدة للقراءة:
- قراءة رواية تحفِّز وظائفَ الدماغ أيّامًا: أكَّدت دراسة لجامعة ايموري أنَّ قراءة كتاب يمكن أن تزيد من عمليّات الربط في المخّ، ما يتسبَّب في حدوث تغيُّرات عصبيَّة تعمل مثلَ عضلات للذاكرة، لا تجعلك الكتب تعيش مكان الشخصيات بالمعنى النفسيّ فحسب، لكن أيضاً بالمعنى البيولوجي.
- ربما تساعد القراءة على منع مرض ألالزهايمر أو الخرف: زيادة وظائف الدماغ بسبب القراءة مفيدة لأشياء أخرى؛ إذ أكَّدت دراسات سابقة أنَّ البالغين الذين ينخرطون في نشاطات تحفِّز الدماغ مثل القراءة، لديهم نسبة أقل بالإصابة بالألزهايمر، فالدماغ عضوٌ كأي عضو آخر في أعضاء الجسم، وكما تساعد التمارين الرياضيَّة على تقوية القلب، فالقراءة تقوِّي الدماغ.
- تخفِّف القراءة التوتّر: هل تمشي أو تستمع للموسيقى عندما تتوتر؟ جامعة سوكسيس تعتقد أنّك ينبغي أن تقرأ بدلاً من الموسيقى أو المشي، فنتائج أبحاثهم أكَّدت أنَّ القراءة هي الطريقة الأكثر فعاليَّة، حيث استطاع المشاركون هزم التوتّر بعد ستّ دقائق من القراءة.
- تساعدك القراءة على نومٍ أفضل : قراءة كتاب هي أفضل طريقة لتهدئة العقل ومساعدتك على النوم، ضوء الأجهزة الإلكترونيَّة الأزرق يعمل منبّهًا لعقلك كي تستيقظ، وقراءة كتاب ورقي له التأثير العكسيّ ويحفِّز دماغك على الراحة.
- تجعلك القراءة أكثر تعاطفًا : إذا كنت تقرأ فمن المرجَّح أنَّك تتعاطف أكثر مع صراعات الآخرين، حيث أكَّدت الدراسات أنَّ القارئ يتماهى مع الشخصيّات وتزداد عنده ترجمة الأقوال إلى الأفعال، ومن ثمّ يزداد التعاطف، ويحوّل الذكاء العاطفي تلك العلاقات فورًا إلى علاقات حقيقيَّة.
- ثبتَ أنّ كتب المساعدة الذاتيَّة تخفِّف الاكتئاب: لمن يبحث عن جانب مضيء في هذا الوقت السيئ، ليست كتب المساعدة الذاتيَّة ليست كلها أعمالاً استغلاليَّة إذا عرفت أن تنتقي تلك الكتب بوعي وانتباه، علميّاً أثبتت دراسة أنَّ تلك الكتب تساعد على تخفيف الاكتئاب في المراحل كافّة، فبعد عامٍ من قراءة الكتب تبيَّن أنَّ المشاركين هم أقلّ كآبة من هؤلاء الذين تعرَّضوا للعلاجات الطبيَّة التقليديَّة .
- تجعلك القراءة أكثر جاذبيَّة: أكَّدت دراسة أنّ الذكاء يجعلك أكثر جاذبيَّة من الآخرين، وتساعدك القراءة على زيادة معدَّل ذكائك، في الحقيقة يُعَدّ الذكاء من أكثر الصفات جاذبيَّة لدى النساء.
- القرّاء لديهم هدف واضح في الحياة: القراءة عن أشخاص تخطّوا الصعوبات يشجّعك على الفعل نفسه، أكَّدت أبحاث جامعة اوهايو أنه كلما تماهى القارئ مع الشخصيَّة، شجعه ذلك على تخطّي العقبات في حياته مثلما فعلت الشخصيَّة.
- القرَّاء مثقّفون وأكثر تقبُّلًا: أكَّدت دراسة أجرتها مؤسَّسة الفنون الوطنيَّة، أنَّ الذين يقرؤون عرضة للتعامل مع أنواع الثقافات كافة، وهم متقبّلون وعلى استعداد للمشاركة مع كلّ الثقافات.
- القراءة علاجٌ مثلها مثل الموسيقا والأفلام : إذا كنت تمرّ في مرحلة سيئة، القراءة هي الطريقة المثاليَّة لتخفيف أثر تجاربك السابقة. أكَّدت دراسات الجامعة الأمريكيَّة أنَّ الشخصيَّات التي لديها مشاكل مماثلة للقارئ يمكنها أن تقدِّم نظرة عميقة إلى حياة الناس، ويمكنك العمل مع شخصيّتك المفضَّلة في الحياة العمليَّة.
- القارئ العادي أذكى ولديه ذاكرة جيِّدة: عندما تقرأ كتابًا تُخلَق ذاكرة جديدة وتمرِّن دماغك، وعندما يتمرَّن دماغك تتشكَّل نقاط اشتباكٍ عصبيّ جديدة، وتساعدك على الحفاظ على الذاكرة الخاصَّة بك في حالة جيدة، وتسمح بالاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، وهذا في الغالب يعني بعد قراءاتك لعشرات الكتب سوف تمتلك ذاكرة سبعة فِيَلة.
- توسِّع القراءة المصطلحات التي تعرفها: عندما قام موظّفو مستشفى رود آيلاند بمقارنة ” تقبل المفردات” ( عدد المفردات التي يفهمها الشخص) على مجموعة من الأطفال أعمارهم ثمانية أشهر، وجدوا تقبّل المفردات بنسبة 40% للأطفال الذين قرأ لهم أهلهم وهم رضَّع، والأطفال الذين لم يقرأ لهم كانت الزيادة لديهم 16%، ويمكن أن تلاحظ الزيادة نفسها على البالغين الذين يقرؤون.
- تجعل القراءة منك كاتباً أفضل: القراءة تجعلك لصّاً عن غير قصد ولكنّ هذا ليس خطأك، لقد اكتشفت أبحاث جامعة كاليفورنيا أنّه عندما تقرأ كتاباً مدهشاً تنتقل بعض تقنيات الكتابة إليك من دون قصد، كما سماع الموسيقى يمكن أن يؤثِّر في العازف، يمكن أن تؤثِّر قراءة كتاب في أسلوب كتابتك.
- تجعلك القراءة رياضياً جيّداً: القرّاء هم أكثر عرضة لممارسة الرياضة بطريقة منتظمة، ويقضون وقتاً أكبر في صالة الألعاب الرياضيَّة، وعندما يمارسون الرياضة يمارسونها مدَّة أطول.
- القرّاء أكثر عرضة لتحسين العالم ليعيشوا فيه: تحسِّن القراءة حياتك وتحسِّن حياة الناس من حولك، القرّاء لديهم قدرة أكثر بثلاث مرّات على القيام بالأعمال الخيريَّة والتطوّع على أساس منتظم، تتيح القراءة لك التعرُّف على أوضاع ناس أسوأ منك، وبذلك تحفّزك على مدّ يد المساعدة لهم.
- القرّاء منفتحون: أكّدت مجلَّة أبحاث الإبداع في دراسة لها أنَّ المشاركين الذين قرأوا قصصاً قصيرة لديهم “إغلاق معرفي” أقل، وكانوا أكثر راحة مع الغموض والتفسيرات البديلة، باختصار القارئ يرى أنَّه لا بأس في أن تكون غير قادر على معرفة كيف يعمل هذا العالم.
- تساعد القراءة على تعلّم اللغات بشكلٍ أفضل: أكَّدت الدراسات أنَّ القرّاء المنتظمين، ينتج دماغهم كميَّة أكبر من المادة البيضاء المسؤولة عن سرعةِ الإشارات العصبيَّة في المخ كافة، وزيادة الأنسجة الحيويَّة التي تساعد على التعلُّم وبخاصَّة اللغات.
- القرّاء مستمعون جيِّدون: مهارات الاستماع حيويَّة في كثير من جوانب الحياة سواء العلاقات الإنسانيَّة أو الأكاديميَّة، ووجدت أنّ القراءة تقوّي مهارات الاستماع؛ لأنّها تسهِّل عمليَّة فهم المفردات والقواعد، في حالة تمَّت قراءة المفردات بصوتٍ عالٍ وليس بصمت. فقط تجنَّب أن تفعل هذا التمرين في المكتبة العامَّة.
- القرّاء هم أكثر قدرة على الإبداع: عندما قام المعلّمون في جامعة اوبافيمي أوولوو بإدراج الكتب المصوّرة في المدارس الابتدائيَّة، لاحظوا أنّ مزج الكلمات بالصور أدَّى إلى شعور صحيّ بالإبداع، وهذا الإبداع أثبت حيويّته في مهارات حلِّ المشكلات عند الأطفال، وتلك المهارة سوف تؤثِّر إيجاباً في مستقبلهم.
- الآباء والأبناء الذين يقرؤون معاً لديهم علاقة أفضل: أمّا قراءة القصص للطرفين، فهي تجربة حميميَّة، ويؤكِّد علماء النفس أنَّ هذه القراءة تشكِّل روابط خاصَّة على مدى طويل، وتهزم مشاهدة التلفاز وأي نشاط آخر يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الأهل وأبنائهم.
- لدى القرّاء فرصٌ أفضل بأن يكونوا مستقرّين مادّيًّا: أثبتت الدراسات أنّ القرّاء لديهم استقرار مادّيّ أفضل من أولئك الذين لا يقرؤون، ويعود السبب في ذلك إلى الأفكار والأساليب وتحقيق الأهداف التي تعلِّمهم القراءة إيّاها، وهناك فرصة أفضل للقرّاء بأن يكونوا روّاد مشاريع خاصَّة بهم.
- القرّاء الشباب الذين يقرؤون للمتعة أداؤهم الدراسيّ أفضل: أكَّدت الدراسات أنَّ الأطفال الذين يقرؤون للمتعة تكون علاماتهم وأداؤهم المدرسيّ أفضل، وذلك لا يشمل المصطلحات والقواعد فقط، بل أيضاً في الرياضيات.
- تساعد القراءة على إعادة تأهيل المجرمين: أكَّدت الدراسات أنّ السجناء الذين أنهوا مرحلة محو الأميَّة وراء القضبان، لديهم فرصة أقل بـ 30% لارتكاب الجرائم عندما يخرجون، تخفّض في البرازيل مثلاً عقوبة السجناء إذا ما قاموا بقراءة الكتب وبكتابة التقارير.
وهذا يعني مهما كانت انشغالاتك، لا تتوقَّف عن القراءة وادعُ الناسَ إليها.
______
* النصّ من كتاب ( إذا وقعتَ في حبِّ كاتِبة/ مقالات إبداعيَّة/ جانيس والد وآخرون)، ترجمة: آماليا داوود، مراجعة: وليد الشايجي، تدقيق: رفعت فرج/ دار الخان للنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى 2019.