اخترنا لكمنفكّر

هل ينتابك أحيانًا شعور بأنّك غريب عندما تكون مع آخرين؟

“الإنسانيَّة هي عائلة واحدة غير مقسّمة وغير قابلة للتجزئة” غاندي، زعيم روحي

من منّا لا يشعر بذلك؟ يبدو أنّ هذا الإحساس المُربك هو جزء من طبيعتنا كبشر، ولكن هل سبق وأن تساءلت ماذا يمكن أن يكون السبب وراء ردّ الفعل هذا؟

فيما يلي قائمة شخصيَّة سوف تساعدك على قياس ما سوف نطلق عليه “منطقة الراحة” الاجتماعيَّة الخاصَّة فقد تمّ وصف 10 حالات بإيجاز، وقد لا تكون معنيًّا في الحالات العشر جميعها. تجاوز الحالات التي لا تنطبق عليك وبالنسبة للحالات التي لديك تجربة شخصيَّة فيها، فكّر ماذا كان سيبدو الحال لو أنّك كنت منخرطًا فيها- وكن صادقًا مع نفسك ومشاعرك. بعد ذلك، حدِّد قياسًا رقميًّا لمنطقة راحتك وفقًا لمقياس المشاعر التالي:

لطيفة ومريحة                    نقطة واحدة

تميل إلى جانب التوتّر قليلا     نقطتان

مثيرة للتوتّر ولكن محتملة         ثلاث نقاط

اخرجوني من هناّ               أربع نقاط

(يمكنك أيضًا سؤال أصدقاء أو زملاء في الصف إذا كانوا يرغبون بإجراء تقييم منطقة الراحة).

  • في المنزل مع عائلتك.                           ___________________
  • مع أصدقاء في مركز تسوّق.                   ___________________

ج. في حفلة حيث لا تعرف الكثير من الناس     ___________________

د. في مجموعة الجميع فيها من الجنس الآخر          ___________________

ه. في مجموعة مختلطة عرقيًّا                        ____________________

و. في مجموعة جميع من فيها من عِرق يختلف من عِرقك.  __________________

ز. أوّل يوم لك في مدرسة جديدة.                       __________________

ح. الانتقال إلى مدينة جديدة.                            __________________

ط. زيارة بلد جديد.                                    ___________________

ي. الانتقال إلى بلد جديد.                                 __________________

المجموع                                                   _________________

حدِّد مجموع عدد نقاطك. كلّما كانت نتيجتك أقرب إلى 10، كنت أكثر راحة في مجموعة متنوّعة وواسعة من الظروف. من ناحية أخرى، كلما اقترب مجموع نقاطك من 40،يمكنك تقدير تأثير ما تسمّيه الفيسلوفة سيمون دي بوفوار(1908-1986) الآخر.

ما هو الشيء المشترك في جميع الحالات العشر الواردة أعلاه؟ جميعها حالات اجتماعيَّة من نوع أو آخر. وجميعها تتضمّن أشخاصًا. وعلى مستوى أساسي جدا، يكون جميع الناس متماثلين، فلديهم أجسام، وعقول، ومشاعر، ومواقف، وأشياء يكرهونها، ومخاوف، وآمال، وما إلى ذلك. ولكن، على مستوى آخر، توجد العديد من الاختلافات بين الناس: الخلفيَّة الثقافيَّة والإثنيَّة، والمظهر الخارجي، والقدرة الفكريَّة، والموهبة، والتفضيلات، والأسلوب الفردي، وما إلى ذلك.

في الحالات العشر الواردة أعلاه تكون أنت مثالاً عن “الآخر”، أو عن كونك غريبًا، وتعتمد الدرجة التي تشعر بها بأنّك غريب أو “في غير مكانك الصحيح” على حقيقة أنّك، بطريقةٍ ما، “آخر” أكثر من باقي الناس الحاضرين في تلك الحالة.

وتناقش سيمون دي بوفوار “الآخر” في كتابها “الجنس الثاني” حيث أنّ اهتمامها الرئيسي في هذا العمل هو “الآخريَّة”- أو الشعور بأنّك منفصل بطريقةٍ ما- التي توجد بين الرجال والنساء. ولكنّها تؤكِّد، أيضًا، على أنَّ الآخريَّة تحدث لشائر الجنس البشري: لا توجد فقط في نوع الجنس، وإنّما كذلك بين الدول والأعراق والثقافات والفئات العمريَّة.

الفلاسفة مهتمّون، منذ اليونانيّين القدماء، بدراسة الطبيعة الاجتماعيَّة للبشر، مقارنة بما يفعل البشر ويحقّقوا كأفراد. إنَّ تطوير دي بوفوار لمفهوم “الآخر” يقدِّم مدخلًا مثيرًا ومفيدًا إلى التفكير بشأن كيفيَّة ارتباطنا بالناس، وكيف يمكن في حالت كثيرة- كثيرة جدا- يكون من الممكن تحسين هذه العلاقات.

  1. إذا أعطيت 3 أو 4 نقاط لأي من الحالات المذكورة، اسأل نفسك ما السبب في أنّ مستوى منطقة راحتك منخفض جدا. هل يمكنك تحديد العوامل التي تساهم في شعورك الأكثر شدّة “بالآخريَّة” في هذه الحالات؟
  2. قارن منطقة راحتك مع مناطق راحة أصدقائك أو زملائك في الدراسة. ستكون هناك اختلافات، بالطبع، نظرا لأنّ الأشخاص المختلفين سيتفاعلون بطرقٍ مختلفة عندما يكونون مع أشخاصٍ آخرين. ولكن، سيكون من الممتع والمفيد مناقشة هذه الاختلافات عندما يكون لشخصين مختلفين تقييمات مختلفة لنفس الحالة.
  3. على سبيل المثال، إذا كنت تشعر باسترخاء، بشكلٍ عام، مع أشخاص من أعراق أخرى، ولكن صديقًا أو زميل دراسة يجد أنّ هذه الحالات مربكة وتسبّب التوتّر، فإنه يمكنك محاولة توضيح لماذا لا تشعر بأنّك “الآخر” من هؤلاء الأفراد. هذا النوع من النقاش قد يساعدك في كسر الحواجز التي تبعد الناس عن التفاعل مع أشخاص “آخرين” معيّنين، وذلك بالضبط لأنّ الحواجز مخفيَّة. وكلّما نزيد وعينا بآخريَّة الناس، ولماذا تكون هذه الآخريَّة قويَّة، فإنّ كون هؤلاء الناس “الآخر” سوف يصبح أقل.

_______

* المادّة من كتاب (الفلسفة للفتيان-40 سؤالا تساعدك على التساؤل عن كلِّ شيء)/ الدكتور ديفيد إيه.وايت/ دار الأهليَّة للنشر والتوزيع/ الطبعة العربيَّة الأولى، 2018.

مقالات ذات صلة

شارك النقاش

زر الذهاب إلى الأعلى